استفسار المعاملات

رقم الكتاب

بن كود

تاريخ إمارة بابان


في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي تم إنشاء إمارة بأسم إمارة (بابان) في شرق إمارة سوران

هذه الامارة بعد السيطرة غلى بعض المناطق و القبائل المحيطة بالمنطقة توسعت بإتجاه الجنوب و سيطرت على بعض مناطق (شاربازيرو كركوك و كفري) , كانت تحكم هذه الأمارة 4 أسر و لكن في أواخر القرن السادس عشر إنحلت هذه الأمارات.

في أواسط القرن السابع عشر (فقىء أحمد دارشمانه) في منطقة (مركة و بشدر) أسس هذه الأمارة من جديد , هذه الأسرة تعتبر خامس أسرة بابانية و التي أستمرت حتى أواسط القرن التاسع عشر , سلطة (فقىء أحمد دارشمانه) كانت في توسع مستمر حتى منطقة (ماوت و شاربازير) و أيضا وضعوا قبيلة (بلباس ) تحت إطار سلطتهم.

في عصر بابا سليمان (1669-1699) وصلت سلطة بابان إلى مناطق شارةزوور و قزلجة و سروجك و قرداغ و بازيان , و في حوالي سنة 1670 جعلت من منطقة (قلاجوالان) عاصمة لها و بعد ذلك بمحاولات و جهود (بكر بك) (1703-1714) توسعت حدود بابان لتشمل مناطق (البحيرة الصغيرة) و (بحيرة سيروان) و لكن هذا التوسع اصبح مصدر غضب للعثمانيين و تمكنوا من تنحي (بكر بك).

في سنة (1721) (خانة باشا) أستلم السلطة و اتبع سياسة جديدة و تقرب من العثمانيين و هذا أدى ان يكون له مشاركة مهمة في حملات العثمانيين في إيران في تلك الفترة و لهذا السبب أتسعت سلطة البابانيين و حتى لفترة محدودة احتلت إمارة (أردلان).

(ميران بابان) كان له موقف و لعدة مرات في سبيل المحافظة على مصالح الأمارة و تنمية سلطتهم قاموا بعدة انتفاضات و حاربوا الدولة العثمانية و أدى هذا ان الدولة العثمانية بجانب إستعمال القوة اتجهت إلى إثارة الفتنة بين أسرة بابان نفسها.

بدون شك هذه الظواهر ولدت مشاكل كثيرة للإمارة و أصبح الأمان فيها معدوما و لكن بالرغم من هذا لم تتوقف امارة بابان من التوسع و التطور بحيث في سنة 1764 (سليمان باشا أبن خالد باشا) و الذي كان أمير بابان سيطر على مناطق (كوية و هرير و بردىء و قةرة حسن و زنكاباد و بدرة و جسان و أربيل).

في عصر أبراهيم باشا الباباني تم إنجاز عمل حضاري مهم في سنة 1784 في التاريخ و الذي هو أنشاء مدينة السليمانية بالقرب من منطقة (ملكندي) و تم بناء (قصر و سراي و جامع و حمام و سوق و عدة منازل فيها) . في نفس السنة تم نقل المؤسسات من قلاجوالان إلى هذه المدينة و اصبحت عاصمة الأمارة و لم يأخذ وقت طويل حتى أصبحت السليمانية مركز إداري و إقتصادي و ثقافي مهم في كوردستان.

في هذه المدة أصبحت بابان أقوى و أفضل من كل الأمارات الأخرى في جنوب كوردستان و لذلك كان يقال له حكومة كوردستان, هذه القوة كانت في أوجها في عصر (عبدالرحمن باشا) حتى أنه في سنة 1810 كان له دور فعال في تنحي (سليمان باشا) الصغير عن الحكم و وضع (عبدالله باشا) في منصب ولاية بغداد .

(عبدالرحمن باشا) الذي كان في الحكم على فترات متقطعة في سنوات (1789-1813) كان من أكثر الأمراء شهرة و كان يحاول بصورة مستمرة على الأستقلال, و لهذا الغرض وقف مرتين ضد قوات بغداد في سد بازيان و لكن بسبب خيانة (خالد باشا) أبن عمه لم تنجح هذه المحاولات . في المرة الثالثة و في سنة 1812 في حرب كقري وقف ضد قوة كبيرة من بغداد و لكن هذه المرة أيضا لم تنجح مهمته.

(محمود باشا) بعد وفاة والده أصبح رئيس إمارة بابان و حتى سنة 1834 أصبحت السلطة في يده و بعده أصبحت سلطة امارة بابان حتى سنة 1851 بيد سليمان باشا.

في عصر إمارة بابان كانت هناك مشاكل داخلية كثيرة و هذا أدى إلى ضعف هذه الإمارة من جهة و من جهة أخرى حسب إتقاقية عهد قصر شيرين جزئوا إمارة بابان بينهم و بعد ذلك كانت إمارة بابان فترة تحت السلطة العثمانية و فترة أخرى تحت سلطة أيران.

خلال سلطة هذه الأمارة تطورت اللغة و الأدب الكوردي بشكل كبير بالأخص في أواخر القرن السادس عشر حتى النصف الأول من القرن الثامن عشر , بناء المدرسة الشعرية الكلاسيكية الكوردية بقيادة (نالي و أصحابه , سالم و كوردي) هؤلاء الأشخاص كانوا معروفين بثلاثية بابان و محوي أيضا , هؤلاء كانوا شعراء كورد و اشعارهم كانت باللهجة الكوردية الوسطية و بعد ذلك أصبحت (أدب و كتابة)  و كثير من الشعراء الأخرين مشوا على هذه الطريقة و تطوروا فيها.

مصدر كلمة بابان من (بابا –بابه) بمعنى الأب أو الأخ الأكبر أو وجهاء المجتمع على سبيل المثال (بابا سليمان-بابا طاهر –بابا علي – بابا رسول).

تعتبر أسرة بابان أسرة قديمة و تراثية (إنسكلوبيديا البريطاني) في سنة 1950 عن موضوع (الكورد) يقول بأنهم يعودون ‘لى عصر قديم جدا و أيضا كتاب (التاريخ و جغرافية كوردستان – سيرالا كراد) من كتابة ( عبدالقادر روستم بابان) يقول بأن اصلهم يعود إلى عصر (كيان) و (أشكانيان) و (بني ساسان) و إلى عصر (أرشدير بابكان) بمعنى قبل مجىء المسيح و بعده.

(ملا عبدالكريم المدرس) من أسرة العلماء و علما في خدمة العلم و الدين يتحدث عن (أمير حمزة بابان) و الذي في سنة (800ك – 1397 م) في إيران وقف ضد (الجلائيرين ) و بنى المسجد الأحمر أمام قلعة مريوان .

(مير شرفخان بدليس) في كتابه (شرفنامه) الذي كتبه في سنة (1005 ك- 1596م) أشار إلى بعض من أمراء بابان الذي مع أبيه الأمير (شمس الدين) و بأمر من السلطان عثمان حاربوا للدفاع عن السلطان في سنوات (1534- 1559)  و في العراق يعود تاريخ حكم (شرف خان) و (أمين زكي بك) في كوردستان إلى عصر السلطان سليمان القانوني (1519- 1566) و بعد ذلك التاريخ إستمر إلى سنة (1850) حتى إنتهاء سلطتهم.

الباشاوات البابانيين المشهورين:

خانه باشا : سنة (1730- 1731) , كان مدة حكمه في مدينة (سنه) 4 سنوات , كان رجلا مشهورا , في عهده بنى جامع و مدرسة بالقرب من قلعة الحكومة .

بوداق سلطان أبن شير بك : إستلم السلطة سنة (1629) و جعل من (صابلاخ ) مركز حكمه , كان رجلا حكيما و محبا للخير و عادلا, سنة (1668) بنى ثلاثة سدود على نهر (صابلاخ) و هناك أيضا بنى الجامع الأحمر في سنة 1678.

فقىء أحمد دارشمانه : الجد الأكبر للسلسلة الخامسة للبابانيين أصله من منطقة دارشمانه التابعة لمنطقة بشدر .

بكر بك (بكر سوور): بعد سنة 1703 أصبح حاكم بابان و في عصر هذا الحاكم أصبحت هذه الأمارة متطورة جدا حيث بنى منبع (بكرةجو) و كان بنفسه يعمل فيها , منطقة بكرةجو الحالية سمي بأسمه , سهل (بكراوا) في مدينة حلبجة أيضا سمي بإسمه.

سليمان باشا الأكبر قلاجوالان : كان متدينا و لكن كان قويا و متسلطا , حكم لمدة 14 عاما و بقى في السلطة حتى (1761) و قتل على يد شخص إسمه (فقىء أبراهيم).

حرب الأثني عشر محاربي مريوان كان في فترة حكم هذا الأمير و كان في سنة (1756- 1767) , هؤلاء المحاربين كانوا بقيادة (سليم بك بابان) المشهور ب (سليم سيتةبكه) , اكرم ملا همزة أفغاني , جوامير أغا رةنكينه , ميران بك ولةدبكي , ئاغال سيوةيلي , فرامورزي زةنكةنة , سوار أغا بلباسو , مامةند أغا ميران , وةلى : هؤلاء المحاربين حاربوا قوة كبيرة من إيران و هزموهم في سهل مريوان. هذا الرجل كان لديه نية بنقل قلاجوالان و لكنه لم يستطع.

محمود باشا إبن خالد باشا سنة (1781) استلم الحكم قبل بناء السليمانية بثلاث سنوات و بنى (مخفر ) على سهل قشلة في مدينة السليمانية بهدف نقل قلاجوالان إلى المنطقة الحالية في السليمانية.

إبراهيم باشا بابان : سنة (1199-1784م) بنى مدينة السليمانية و مع بناء المدينة بنى (الجامع الأكبر) و جامع تكية , شارع و منطقة إبراهيم باشا الحالية في مدينة السليمانية سميت بإسمه.

أورحمان باشا بابان: سنة (1789-1813) حكم لمدة (24) سنة على فترات متقطعة , أرادوا منه أن يصبح والي بغداد و لكن عند الأجابة قال : (لن أبدل قطرة من ثلوج جبال بلدي بكل الملك العثماني) , أسس جامعة (سةى حسن) و (شيخ بابه علي قرداغي) . في سد بازيان حارب ضد القوة العثمانية أنذاك.

محمود باشا أبن أورحمان باشا سنة (1813-1834) . (كلوديوس جيمس ريج) الذي أتى إلى السليمانية سنة (1820) و صف الأخلاق الحميدة و مصداقية هذا الرجل .

سليمان باشا إبن أورحمان باشا سنة (1829-1838) واحد من الأمراء المشهورين لأمارة بابان , بعد وفاته دفن في مقبرة سيوان , و شيخ مارف نودي بعد وفاته دفن في ذلك المقبرة , سليمان باشا هو جد (عزمي بك بابان) و هو الذي وضع الحجر الأساس لمدينة السليمانية.

أحمد باشا إبن سليمان باشا سنة (1839-1850) أخر أمراء دولة بابان و كان اشجع شخص . أسس قوة في ذلك الوقت في منطقة سرجنار و أحضر خبراء من فرنسا لتنظيم القوة . هذا الشخص أخبر العثمانيين و مع عدة أسباب رئيسية أخرى دفع بالعثمانيين إلى إنهاء الأمارة البابانية في مدينة السليمانية. أخذوا أحمد باشا إلى أسطنبول و أصبح هناك والي يمن لمدة 14 سنة.

السبب الرئيسي الأكبر لهدم أمارة بابان و الأمارات الكوردية الأخرى (أردلان , سوران , بادينان , شمزينان) كان إتفاقية أرزرووم الذي عقد بين (إيران و العثمانيين) و الذين أتفقوا أن أي خلاف بينهم سوف يناقشونه على طاولة النقاش و التخلي عن الأمارات الكوردية و لهذا السبب سقطت واحدة تلو الأخرى. الخلافات الداخلية كانت أيضا واحدة من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ضعف هذه الأمارات و أصبحت مقاومتها للقوات الخارجية ضعيفة جدا.


مزيد من الأخبار