استفسار المعاملات

رقم الكتاب

بن كود

رجوع الشيخ محمود الى السليمانية


ألقي الفبض على الشيخ محمود جريحا في معركة بحيرة بازيان , تم إرساله إلى بغداد و هناك في تاريخ 25-7-1919 تم الحكم عليه و على إبن عمه الشيخ محمد غريب بالأعدام و لكن خوفا من إثارة غضب الأكراد تم إنزال الحكم إلى عشر سنوات و نفيهم إلى جزيرة في الهند و لكن بعد أن اصبح وضع كوردستان غير أمن و من كل مكان كان هناك شغب و مشاكل قرر الأنكليز إرجاع الشيخ محمود .

يوم 13-9-1922 وصل الشيخ محمود إلى بغداد و بقي هناك حتى 20 أيلول و خلال هذه الفترة إلتقى عدة مرات بالملك فيصل و (كوكس) حاكم إنكلبز في بغداد و تم منافشة كيفية إدارة السليمانية بالتفصيل.

هدف الإنكليز من إرجاع الشيخ محمود هو إثارة الفتنة و الحرب بين الأكراد و الأتراك و إخراج الأتراك من منطقة رواندوز و لكن الشيخ محمود كان على علم بهذه النية . الشيخ محمود كان في البداية راضيا بمنصب رئيس المجلس الشعبي لكي يرجع إلى كوردستان و لكن بعد ذلك تغير القرار و أصبح حاكم كوردستان.

في 20-9 إتجه الشيخ محمود من بغداد إلى السليمانية برفقة (ميجر نوئيل) و في طريقه توجه إلى كفري و بقي مدة بين عشائر كرميان , حتى تاريخ 30-9-1922 وصل إلى السليمانية و أستقبل من قبل أغلبية طبقات و مواطني المدينة بأحسن طريقة.

الشيخ محمود بعد رجوعه إرتاح لفترة و حتى يوم 8-10-1922 إستلم الأدارة بصورة رسمية و في تاريخ 10-10-1922 و بحسب أمر رسمي أعلن تشكيل كابينة الحكومة الكوردية.و أعضائه كانوا متكونين من :

شيخ قادر حفيد / قوة عسكرية

شيخ محمد غريب / رئيس داخلية

عبدالكريم علكة / رئيس مالية

مير ليوا مصطفى باشا/ رئيس معارف

أحمد فتاح بك/ رئيس الجمارك

حمه أورحمان أغا/ رئيس نافعة

سيد أحمد برزنجي/ رئيس الأمنية العمومية

شيخ علي قرداغي/ رئيس الشرع و العدل

الشيخ محمود بعد رجوعه الى السليمانية تمسك بمكانه و في أواخر شهر التشرين الأول 1922 إختار لنفسه لفب ملك كوردستان. بعد هذه الخطوة قوة الشيخ محمود الذي كان معروفا ب (عسكر كوردستان) نظم إستعراض عسكري كبير في السليمانية و كانوا القوات واحدة تلو الأخرى تستعرض نفسها أمام الشيخ محمود.

الشيخ محمود لم يكن راضيا بتحديد سلطته في السليمانية و لكن حاول أن يوسع سلطته ليشمل المناطق الكوردية في ولاية الموصل و كخطوة بدائية رفع راية حكومته في أقضية رانية و حلبجة و جمجمال و أرسل موظفيه إلى تلك المناطق.

خلال هذه الفترة كان ينتقل (ميجر نوئيل) بين السليمانية و كركوك عدة مرات بهدف تنظيم العلاقات بين الشيخ محمود و الأنكليز و لكن لم يستطع فعل أي شيء و بالأخير رجع إلى بغداد و وضع (جابمن) في مكانه.

في هذه الأثناء الأنكليز من الناحية السياسية كانوا وضعهم أفضل في العراق و إستطاعوا تطبيق معاهدة 1922 على العراق. و مع الأتراك وصلوا إلى حل مشكلة ولاية الموصل من قبل جمعية الشعب لذلك لم يساعدوا الكورد و لم يعترفوا بحكومة الشيخ محمود.هذا كان في وقت الأتراك كانوا قد وسعوا نفوذهم في حكومة الشيخ محمود و أطراف الشيخ محمود كان محاطا بالأشخاص الذين كانوا يدعمون الترك و الأنكليز كانوا على علم بأن كل يوم علاقات الشيخ مع الترك تصبح أقوى لذلك بدئوا يشكون فيه.

الشيخ محمود في وقت تشكيل حكومته عمل على توسيع مجال التربية و التعليم و عين (مصطفى باشا يامولكي) رئيسا للمعارف و حاول على قدر الأمكان العمل في هذا المجال و إفتتح إربع مدارس (إعدادية محمودي , إعدادية رشدية قادري , إبتدائية اللطيفية , إبتدائية الرئوفية) .

الضباط الأكراد في هذه المدارس كانوا يعطون دروس للطلاب و حتى أنهم كانوا يدربونهم عسكريا و جعلوا من إعدادية محمودي كأعدادية عسكرية مؤلفة من 800 طالب و هذا أسعد أهل السليمانية أنذاك.

محاولات و جهود الشيخ محمود لإستقلال كوردستان جعل من الأنكليز عديمي الأمل و فقدوا الثقة فيه و بعد فترة كانوا يبحثون عن فرصة لتدمير سلطته و كانوا يحاولون العمل بصورة منفصلة من أجل إنضمام كوردستان إلى العراق و حتى أن ممثل الأنكليز طلب من الملك فيصل بإيجاد أدارة مناسبة للسليمانية مع الأخذ بنظر الأعتبار وضع هذه المنطقة على حدود العراق.

لإخفاء الحقيقة عن الناس و مثقفي الكورد (كوكس) ممثل الأنكليز في العراق و الملك فيصل بتأريخ 22 كانون الأول 1922 أصدروا بيان مشترك حيث أعترفوا فيها بحقوق الكورد و تشكيل حكومة لأنفسهم ضمن إطار حقوق العراق و أملوا أن يتفقوا الأكراد قيما بينهم بخصوص كيفية تكوين الحكومة و أن يرسلوا ممثل لحكومتهم إلى بغداد بهدف التفاوض عن العلاقات الأقتصادية و السياسية مع حكومة بريطانيا و العراق.مواطني السليمانية سعدوا بهذا القرار و شخصه الشيخ محمود أسعده هذا القرار و في جريدة (يوم كوردستان) نشر شكره للحكومة البريطانية بخصوص هذا القرار.

لهذا الغرض تم تنظيم وفد و إرساله من السليمانية إلى بغداد لمقابلة (كوكس) و لكنه لم يكن مستعدا لمقابلتهم و تم إبلاغ الوفد (أن هذا البيان لم يصدر فقط للشيخ محمود و لكنه تم إصداره لكافة الكورد و أنتم فقط ممثلين عنه , يجب أن يجتمع ممثل كل الكورد على تنظيم وفد و هذا الوفد يجب أن يأتي , أنذاك سوف يتم مناقشة الأمر).موقف الأنكليز هذا أدى إلى تعقيد أكثر للأمر.

خلال هذه الفترة أرسل الشيخ محمود رسالة إلى المرجع الشيعي العراقي بهدف الأتفاق معهم ضد الأنكليز و أرسل رسالة إلى القنصل السوفيتي في مدينة (توريز الأيرانية) و بعد مدح كثير للسلطة السوفيتية طلب مساعدتهم و دعمهم له.

هذه الأحداث جعل من (كوكس) الممثل الأعلى للإنكليز في العراق أن يدعو الشيخ محمود إلى بغداد لمناقشة المسائل المتعلقة بالسليمانية و لكن الشيخ محمود رفض دعوته , في المقابل قام الأنكليز في أيام 24 و 25 شباط 1923 بإنزال رسائل تهديدية على أهالي السليمانية.

يوم 1 مارس 1923 طلب الأنكليز من الشيخ محمود أن يخرج مع جيشه في السليمانية و لكنه رفض هذا الطلب .

يوم 3-3-1923 قصفت القوات الأنكليزية مدينة السليمانية و قتلوا و جرحوا عدد من الأبرياء لهذا إجبر الشيخ محمود أن يخرج مع جيشه في صباح 4-3-1923 و أنسحب إلى منطقة سورداش و جعل من كهف (جاسنة) مقرا له.

في الوقت الذي كان يقصف فيه مدينة السليمانية من قبل الطائرات الأنكليزية وصل وفد من السليمانية برئاسة الشيخ قادر حفيد و الأعضاء مصطفى باشا يامولكي و أحمد فتاح بك و كريم علكة إلى كركوك .

يوم 21-3 وصلوا إلى بغداد و إالتقوا المندوب السامي هناك و لكن لم يستطيعوا تحديد أي هدف أو إقتراح بخصوص مستقبل السليمانية , ماعدا إقتراحهم بخصوص رجوع المستشار الإنكليزي إلى السليمانية و في يوم 23-3 إالتقوا الملك فيصل و لكنهم لم يصلوا إلى أي هدف او نتيجة .بعد مغادرة الشيخ محمود السليمانية تم إدارة السليمانية من قبل الشيخ محمد غريب صهر الشيخ محمود و لكن خلال هذه الفترة غادر عدد طبير من أهالي السليمانية مدينتهم.

قام الأنكليز حينها بالتحرك للسيطرة على المناطق الواقعة تحت سيطرة الشيخ محمود و لهذا بتاريخ 5-4-1923 بدئوا بالسيطرة على مدينة (كوية) بعد ذلك و بدون أي مقاومة تمت السيطرة على منطقة (رواندز) بتاريخ 22-4-1923, و بدئوا إستعدادتهم للسيطرة على السليمانية من خلال إرسال بيانات تهديدية إلى أهالي المنطقة بعدم المحاولة للتصدي لهم. وصلت قواتهم إلى سرجنار بتاريخ 15-5-1923 و قابلوا وجهاء المنطقة و لكن قواتهم لم تأتي إلى داخل المدينة و لكن ذهبوا بإتجاه سورداش و مةركة . الشيخ محمود غادر منطقة (جاسنة) في 15-5-1923 و ذهب بإتجاه ماوت و بعد ذلك إلى (هورامان).

لنشر هذا الموضوع تم الأستفادة من رسالة ماجستير (ئاكؤ عبدالكريم شواني) بعنوان (مدينة السليمانية 1918-1932).


مزيد من الأخبار