بدأت مسيرة العلم و التعليم العالي في كوردستان بتأسيس جامعة السليمانية في سنة 1968 . قبل تأسيس الجامعة كان الشباب الكورد يذهبون إلى جامعات بغداد و الدول المجاورة للعراق و لكن مع تأسيس جامعة السليمانية عدد طلاب التعليم العالي في مدن كوردستان أصبح في إزدياد مستمر.
أصبحت جامعة السليمانية مركز مهم لتجميع المثقفين الكورد , لهذا أثرت بشكل كبير على الحركة السياسية و النضال الكوردي في هذه الحقبة من التاريخ.لذلك عندما سقط النظام البعثي في خطوة أولى في سنة 1972 أصدر قرار بنقل جامعة السليمانية من محافظة السليمانية إلى محافظة أربيل و لكن قادة الثورة الكوردية أنذاك في سنة 1972 أتفقوا على نقل الجامعة إلى مدينة (قلادزي), بعد ذلك تم قصف المدينة حيث أستشهد فيها (124) شخص و لكن كان لا يزال هناك عدة أقسام من الجامعة باقية في الجامعة نفسها.
في سنة 1981 تم نقل جامعة السليمانية بصورة كلية إلى مدينة أربيل و تم تغيير إسم جامعة السليمانية إلى جامعة صلاح الدين/ أربيل. عندما تم نقل هذه الجامعة لم يكن لها بناية خاصة بها حيث أن عدد الكليات لم تكن كثيرة أنذاك.
حتى سنة 1991 كان التعليم العالي يتكون فقط من جامعة صلاح الدين و عند بدء الإنتفاضة في سنة 1991 سحبت حكومة البعث إدارتها و أغلبية مدرسي الجامعات الذين عدد كبير منهم كانوا من القومية العربية نقلوا ملاكاتهم إلى جامعات وسط و جنوب العراق و هذا أدى إلى تولد ضغط كبير على تطور مجال التعليم العالي في كوردستان. و في نفس الوقت قرار فرض الحصار الشامل أدى إلى تولد ضغط كبير أخر على الجامعات لذلك أكثر مدرسي الجامعات كانوا يدرسون أكثر من موضوع.
بعد إنتفاضة سنة 1991 كان هناك جامعة واحدة و ثلاثة معاهد فقط في كوردستان , بدراسة الأوضاع السياسية و الإقتصادية في ذلك الوقت نرى أن مؤسسات التعليم العالي واجهت عدة مشاكل كبيرة في ذلك الوقت مثل هجرة المدرسين, الحصار الأكاديمي, الوضع الإقتصادي الصعب.
المرحلة الثانية من التعليم العالي في كوردستان.
تم التصديق على قرار إفتتاح جامعتين في كوردستان من قبل برلمان كوردستان في سنة 1993 و كانت جامعتا السليمانية و دهوك.و أيضا قامت بالتصديق على قانون التعليم العالي و البحث العلمي (التي كانت تنظم المهام العلمية و الإدارية لمؤسسات التعليم العالي و البحث العلمي) و كانت تشرف من قبل رئاسة مجلس الوزراء بصورة مباشرة.
قانون رقم (12) من سنة 1993 مهامه الرئيسية كانت تتكون من صياغة سياسة التعليم العالي و البحث العلمي في كوردستان و أيضا أعطت سلطة تصديق خطط البحث العلمي للكليات و المراكز التابعة لمجلس الجامعات. تم تنفيذ هذا القانون لأكثر من 10 سنوات . خلال هذه المدة شهد التعليم العالي في إقليم كوردستان تطور كمي و نوعي كبير و في نفس الوقت عدد من المدرسيين المخلصين رجعوا من خارج البلاد إلى كوردستان و عملوا بصف المدرسين الأخرين لإستمرار العلم و التعليم العالي . في سنة 2004 صادق برلمان كوردستان على قانون رقم (33) من سنة 2004 (قانون وزارة التعليم العالي و البحث العلمي).
في إنتخابات سنة 2005 برلمان كوردستان و مكونات الكابينة الخامسة لحكومة إقليم كوردستان في سنة 2006 قاموا بتأسيس وزارة بإسم وزارة التعليم العالي و البحث العلمي . تأسيس هذه الوزارة أصبحت نقطة تحول عصري في طريق التعليم العالي في إقليم كوردستان . هذه الوزارة حملت على عاتقها مهام مقدس و كبير وصعب و الذي كان يتكون من توحيد كافة الإرشادات العلمية و الإدارية و المالية.
من الناحية العددية عدد الجامعات إزدادت من ثلاثة جامعات (صلاح الدين, السليمانية, دهوك) إلى سبع جامعات (كوية, جامعة أربيل الطبية, سؤران,كوردستان) عدا عن تأسيس هيئتين للتعليم التقني في أربيل و السليمانية و إفتتاح عدة مراكز بحث علمية في جامعات (أربيل, السليمانية, أربيل الطبية, دهوك) عدا عن إفتتاح عدة جامعات و كليات أهلية مثل (الجامعة الأمريكية في السليمانية , جامعة جيهان في أربيل, جامعة نورؤز في دهوك, جامعة عشق في أربيل , جامعة التنمية البشرية في السليمانية / قرداغ, الجامعة اللبنانية الفرنسية في أربيل , جامعة سابيس في أربيل , جامعة أربيل لعلوم التكنولوجيا , فرع جامعة دجلة في أربيل, جامعة بإسم جامعة الملكية البريطانية ) , مع هذا هناك عدة أفسام للتعليم العالي في جامعات (السليمانية , صلاح الدين , دهوك) و أيضا التعليم العالي , الدبلوم العالي , الماجستير , الدكتوراه في جامعات أقليم كوردستان مستمرة.