أرسل محافظ السليمانية الدكتور هەڤاڵ أبوبكر رسالة بمناسبة ملتقی لوزان المنعقد في غرب كوردستان إلى منظمي الملتقی و المشاركين فيه , و ما يلي نص الرسالة:
السادة المشرفين و المنظمين و المعدين و المشاركين في ملتقی لوزان تحت عنوان (تصحيح المسارات وقضايا الاستقرار والأمن الإقليمي) في حسكة 6-7-2023
لقد مرت مائة عام على إبرام معاهدة لوزان , المعاهدة التي كان هدفها إخراج الكورد من التاريخ و إزالة ماضيهم و حاضرهم و دفن مشروع إستقلال كوردستان و الإنتقال إلى مشاريع فرعية لتقسيم كوردستان و إزالة ثقافة شعب كوردستان و طمس هويته.
هذه المعاهدة أو الاتفاقية شكّلت حقبة مظلمة في مسيرة الشعب الكردي، وعبّرت عن مؤامرة بشعة شاركت في صياغتها دول كانت تتقاسم النفوذ والسيّطرة في القرنِ الماضي، ونسجت على مقاساتِ تلك الدول، ليكونَ الشعب الكردي الضحية الأكبر الذي كان ينتظر خيراً وقتذاك من أصدقاء أطلقوا وعوداً بالمساندةِ والدعمِ لنيلِ الحريّةِ ومفارقةِ الاستبدادِ والاضطهاد".
اتفاقية لوزان" كانت ولا تزال تمثّل ضربةً موجعةً لحقِّ الشعوبِ في تقريرِ مصيرها وتوقها إلى الحريّة والعيشِ بسلام، حيث أطلقت آلات القتلِ والقمعِ في الدولِ التي اقتسمت كردستان ضدَّ كافة شعب المنطقة، حيث الاضطهاد، والاستعباد، والقتل، والاعتقال، والتشريد، وتدمير القرى والمدن، ومحاولات محو الهوية واللغة والوجود القومي، وإضعاف الانتماء، وضرب الإرادة والإرث الثقافي، وعلى الرغم من هذه الاتفاقيّة وغيرها من المؤامراتِ التي أحيكت ضدَّ الشعب الكردي، وعلى الرغم من الممارساتِ الاستبداديةِ المتواصلةِ من قبل الدولِ المحتلةِ لكردستان، فإن الشعب الكردي لم ييأس، ولم يتراجع عن مطلبِ الحريّة المقدّس، إذ استمرَّ في النضالِ والكفاح، حيث ما نراه اليومَ من مكتسبات وانجازات على أرضِ الواقعِ أبرز دليل على هذا النضالِ والكفاح", حيث مع كل ملاحظاتنا و إنتقاداتنا فأن الأكراد أصحاب حكومة أقليمية في جنوب كوردستان و في غرب كوردستان لديهم إدارة ذاتية مستقلة و في شمال كوردستان لديهم مشاركات فعالة في الإدارة و الإقتصاد و في الشرق يعتبرون قادة في التغييرات على كافة الأصعدة.
هناك مكتسبات كبيرة لدى الكرد، تحققت عبر التضحيات الكبيرة التي بذلت، الكرد اليوم في أجزاء كردستان عموماً يسعون لضمان حقوقهم المغتصبة، في شمال وشرق وجنوب وغرب كردستان".
ولتحقيق ذلك، وللحفاظ على المكتسبات والتجاوب مع المرحلة الراهنة التي تشهدها كردستان والشرق الأوسط، ندعوالشعب الكردستاني والقوى السياسية والعسكرية في الدرجة الأولى إلى مواصلة النضال والمقاومة، وتوحيد القوى والخطاب والتحرك بشكل عاجل دون أي شروط، وتقيم المرحلة بشكل دقيق، لتفادي إضاعة الفرصة المتاحة للكرد اليوم.
آمل أن يكون هذا الملتقی محطة جديدة وطنية لتقوية روح تقبل الآخر و أن يكون ذات إستراتيجية إقتصادية و أمنية لتثبيت الأمن و الأمان في كافة المنطقة.
تحية إجلال و إكبار شهدائنا الأبرار
تحيا الكورد, تحيا كوردستان
د. هەڤاڵ أبوبكر
محافظ السليمانية
7-7-2023