يوم 19-7-1924 و لأول مرة فوج تابع للحكومة العراقية بدعم من قوات الأنكليز إستطاعت الوصول إلى السليمانية و بدون أي مقاومة سيطرت على السليمانية , هذا الفوج كان إسمه (موسى كاظم) و هذا بعد قصف السليمانية لعدة أشهر و حل كل المؤسسات التابعة لحكومة الشيخ محمود.
بهذا الطريقة تم إنتهاء كل شيء في السليمانية و أصبحت المدينة واحدة من الأربعة عشرة اللواء الجدد التابعة للعراق و لكن مع بداية مجىء القوة المحتلة للإنكليز و العراق لم تسلم مدينة السليمانية بسهولة و لكن ليليا قوات الأنكليز الذين وضعوا خيمات في جبل أزمر كانت تهاجم من قبل رجال شيخ محمود. السكان المهجرين من المدينة رجعوا إلى مكانهم الأصلي و الأنكليز كانوا يساعدون و يدعمون الحكومة العراقية بكل الطرق بهدف تثبيت إدارتها و سلطتها في المدينة.
في ذلك الوقت إبتعد الشيخ محمود عن المدينة و قلت قدرته و كثير من الناس بسبب هذه الأحداث فقدوا أملهم بالثورة الكوردية , في نفس الوقت الحكومة العراقية التي وصلت سلطتها حديثا إلى المدينة لم تلتفت إلى تحسين وضع المدينة و لكن كانت كل جهوده في زيادة السيطرة على المدينة عسكريا.
عبد المحسن السعدون رئيس وزراء العراق في الكابينة الثانية للحكومة التي تشكلت في 24 أيلول 1925 إقترح تشكيل قوة خاصة مؤلفة من 250 شرطي لمنع أي تظاهرة أو إنقلاب يحدث في السليمانية و أطرافها لذلك حسب موافقة الممثل الأعلى البريطاني في العراق وافق مجلس الوزراء العراقي في 7 تشرين الأول 1925 على إرسال وزارة الدفاع فرقتيين عسكريتيين إلى السليمانية و تثبيتها على قوة الشرطة حتى تتكون قوة الشرطة من أحسن شرطة و أفضل ضابط كان يشرف عليه.
على الرغم من رجوع نازحي مدينة السليمانية إلى مدينتهم و لكن المدينة بسبب قصف الأنكليز له أصبحت خرابا , المواطنيين و المثقفيين فقدوا أملهم لأن بعد ثلاثة تجارب حكم للشيخ محمود لم يكن هناك أي نتيجة جيدة له, لذلك أرادوا الأنكليز الأستفادة من فقدان أمل المواطنيين و نشروا إشاعات أن سبب مأسي الناس هو الشيخ محمود لأنه كان سببا في فقدان فرصة إستقلال كوردستان.
كانت كل محاولات الحكومة العراقية تعزيز نفسها في المدينة من الناحية العسكرية و تقليل فعاليات الشيخ محمود و لهذا الغرض كان يصرف ميزانية كبيرة حتى أنه خلال سنتين و نصف خصصت الحكومة العراقية مبلغ 811 ألف روبيه لتعمير السليمانية و أطرافها و لكن خصصت فقط مبلغ 36 ألف روبيه للتعليم و التربية و هذا ببناء مدرسة واحدة فقط للبنات في مدينة السليمانية و في نفس الوقت كان هناك 8 مراكز شرطة و 3 عمارات سراي مع موقع عسكري و بهذا أصبحت لواء السليمانية أكثر لواء متخلف في مجال الدراسة و التعليم قياسا بالأربعة عشر اللواءات الأخرى حتى أن وضع التعليم في العصر الثاني لحكومة الشيخ محمود كان أفضل بكثير لأنه في ذلك الوقت كان هناك 4 مدارس في المدينة و لكن في زمن الحكومة العراقية كان هناك مدرسة واحدة فقط.
المجال الصحي أيضا تم إهماله و حتى سنة 1926 لم يتم إرسال أي طبيب إلى السليمانية و كان هناك مستشفى 20 سرير واحد و صيدلية واحدة فقط و حتى لم يكن فيها أي شرط صحي.
في ذلك الوقت تم إصدار جريدة (الحياة) في السليمانية و تم فيها الطلب على إحياء السليمانية عدة مرات و لكن الحكومة بحجة عدم وجود الميزانية أهملت السليمانية و في نفس الوقت كان يصرف مبالغ كبيرة على اللواءات الأخرى.
من الناحية الأدارية المدينة و حتى علاج مشكلة ولاية الموصل تم الأشراف عليها من (جابمان) و لم يعطى أي منصب لشخصية كوردية و حتى منصب المتصرف و كان هذا في وقت لا يزال المثقفين لديهم أمل في الأنكليز و كانوا ينشرون مقالات و كتابات في جريدة (الحياة) و كان لديهم قناعة بأن عن طريق بريطانيا سوف يحل أزمة الكورد و لهذا كانوا يمدحون الحكومة الأنكليزية بصورة علنية و حتى أن جزء منهم كانوا ينتقدون الشيخ محمود لأنهم فقدوا الثقة فيه و سبب هذا يرجع إلى أن الشيخ محمود في عدة مناسبات كان لا يعطيهم أهمية أو ثقة و بصورة مستمرة كان هناك ناس يقعون بين الشيخ محمود و المثقفين و بالأخص الأتراك.
على الصفحات الأولى للجريدة كان هناك هجوم مستمر على شخصية الشيخ محمود , سياسة (كمال تورك) بخصوص أكراد الشمال كان يحض المثقفين على التوجه لسياسة الأنكليزو في ذلك الوقت لم تكن مشكلة الموصل قد إنحلت لذلك الأنكليز كان لديهم هدف جمع أكثر عدد من المؤيدين.عدا عن مثقفي السليمانية فأن التجار و أصحاب أملاك السليمانية أيضا كانوا يؤيدون الأنكليز و الدولة العراقية لأنه كانت لديهم مصالح إقتصادية مع بغداد.
بعد أجراء أستفتاء و الذي شمل السليمانية أيضا في 16-1-1925 قررت جمعية الشعب شمول ولاية الموصل على العراق و بهذه الطريقة اصبحت السليمانية تابعة رسميا للعراق و كل من الحكومة العراقية و الحكومة البريطانية أعطت ظهرها للكورد و طلباتهم لأن سياسة بريطانيا كانت ثابتة على أن أكراد الجنوب يجب أن يكونوا ضمن إطار العراق بدون أن يعطوهم أي حق سياسي محدد و هذه كانت بداية جديدة للنضال السياسي في السليمانية.
في البداية جمع الأنكليز جهوده لتثبيت الأدارة في السليمانية و لهذا الغرض أصبح (أحمد بك توفيق بك) متصرف السليمانية و أصبحت السليمانية بصورة رسمية لواء السليمانية و لطمأنة سكان السليمانية زار وفد بريطاني عراقي مشترك السليمانية عدة مرات , على سبيل المثال في 4-4-1925 وزير مستعمرات بريطانيا برفقة ضباط إنكليز زاروا السليمانية و أيضا في بداية الشهر الخامس 1925 زار السليمانية ياسين الهاشمي رئيس وزراء العراق أنذاك.في وقت أصدرت جمعية الشعب القرار على مشكلة ولاية الموصل تم إجراء إحتفال كبير في السليمانية و عدا عن المتصرف قدم عدة شخصيات هامة من المدينة كلمتهم بالمناسبة و الطلاب أتوا إلى الشوارع يحتفلون بالمناسبة.