استفسار المعاملات

رقم الكتاب

بن كود

شهرزوور قبل مجيء الأسلام


شهرزوور الذي يعتبر جزء مهم من كوردستان الأوسط , في التاريخ القديم كان يعتبر الجزء الأهم من كوردستان و كان يعتبر عمق إستراتيجي للأجزاء الأخرى من كوردستان , سكانه كان فقط من الأكراد حتى أن بعض مؤرخي القرون الوسطى عندما كانوا يتحدثون عن الوطن الكوردي كانوا يؤشرون على منطقة شهرزوور.

عند الجغرافيون القدماء للمنطقة الذين كانوا كتاباتهم باللغة العربية أفادونا ببعض المعلومات على الرغم من أن هذه المعلومات كان عن فترة تثبيت السلطة الإسلامية فيها و لكن حسب وصفهم يمكن ان نفهم بأن شهرزوور و قلعتها كان لهم ماضي في العصر الساساني و قبل الإسلام أيضا.

إسمه كان مذكورا بالإسم الحالي (شارزوور) و هذا الإسم متكون على الطريقة العربية (شهرزوور) , هذه الطريقة العربية أساس إسمه مأخوذ من (البهلوية) و الذي إحتمال أن يكون مثل : شهر زور أو شهري زور.

على الرغم من أن توفيق وهبي بك في بحوثاته يقول أن صياغة الإسم يعود إلى أصل الكورد القديم أو الوسط و يحتمل أن (شهري زور) أو (شاري زور) أصبح (شهرزوور) و (شارزوور) يعني المدينة المنخفضة أو المدينة ذات السهول.

عن شهرزوور (ياقوت حمايي) يقول : شهرزوور منطقة واسعة في مدينة (شاخان) بين أربيل و همدان , اصل هذه المنطقة كانوا كلهم أكراد.

(باشا ياقوت) (أبو دولفي ينبوعي خزرجي) (390 هجري) الذي كان شاعرا و ترحالا يصف شهرزوور و قلعته و يقول : شهرزوور كان يتكون من عدة مدن و قرى , يتكون من مدينة كبيرة و يسمى (نيم إز راي) بمعنى (نصف الطريق) سكانه كانوا متمردين عن السلطة و كانوا يحبون المخالفة , المدينة كانت في الصحراء و أهله كانوا عنيفين و كانوا يحمون المنطقة بأنفسهم.

في عصر الخليفة الأموي (عمر بن عبدالعزيز) أصبح سكان منطقة شهرزوور مسلمين و يتبعون منهج أهل السنة في وقت كانوا قبل هذا يتبعون الديانة الزردشتية. و كما ينقل لنا هذا الترحال أنهم أصبحوا متعصبين دينيا و قاموا بالهجوم على مدينة (بير) الذي أهله كانوا شيعيين و قتلوا الكثير منهم في سنة 341 الهجرية.

هذا الكتاب ماعدا عن ذكر كلا المدينتين (نيم إز راي) و (بير) في منطقة شهرزوور تحدث عن إعمار اخر بين هذين المدينتين و سماه بإسم (دوزدان) أو (دزان).

شهرزوور في تلك الفترة كان يتكون من مناطق كوردستان الأوسط (مدينة السليمانية الحالية) و من الشرق كان ينتهي بمدينة (همدان) الأيرانية و من الغرب كان ينتهي بمدينة (أربيل).

هذه المدينة الذي كان إسمه (نيم إز راي) البعض يعتقدون أنه من أثار تل (ياسين تبة) في شمال غرب سهل شهرزوور بالقرب من قرية (بيستان سور) و لكن بعض من المؤرخين الأخرين وصلوا إلى نتيجة أن عاصمة و قلعة (شهرزوور) كان في منطقة (خورمال) و الحديث عن منطقة (زلم) في وصف (أبو دولف) كان دليلا على ذلك.

في عصر الساسانين عاصمة شهرزوور و قلعته كان له أهمية كبرى , شهرزوور كان واحدا من خمسة (بلديات) أو خمسة أقاليم و المحافظات الرئيسية الأمبراطورية الساسانية لأقليم شهرزوور كان يتكون من مدينة السليمانية الحالية و مدينة كركوك الحالية و غرب مدينة ديالى الحالية.

عدة نقاط رئيسية بخصوص شهرزوور قبل الأسلام:

الأولى: في التاريخ القديم سهل شهرزوور كان مركز و وسط و إمارة (زاموا) و هذا في التاريخ الأقدم كان إمارة أخرى بإسم (لوللويى).

الثانية: شهرزوور و بالأخص قلعة عاصمة شهرزوور كان مركز للساسانيين و الزردشتيين و كان له أهمية كبرى للإمبراطورية الساسانية .

الثالثة: في عدة نصوص و التسجيلات القديمة (اردشير و نرسي) تم الإشارة إلى شهرزوور و ملك للشهرزوور بإسم (يزدان).

الرابعة : في عصر (4) الميلادي أصبح بعض سكان شهرزوور مسيحيين و لكن وقعوا تحت حملة تعذيب الساسانيين.

الخامسة: في عصر السابع الميلادي سنوات قبل حملة الفتوحات بعد أن وضع الأمبراطور البيزنطي (هيراكليوس) (575-610-641) الميلادي على هذه المنطقة أتى إلى منطقة شهرزوور و هذا كان بعد إنتصاره على الساسانيين.

بعد تدمير الجيش الساساني من قبل (أرمنستان و أذربيجان و توريز) أتى إلى شمال (ميزوبوتاميا و كوردستان) في سنة 637 الميلادي و بدأت معركة كبيرة سميت بمعركة (نينوى) التي أدت إلى تنحي الساسانيين. انتصر البيزنطينيون و هذا الأنتصار ولد عصر جديد و الذي أجبر الأمبراطور الساساني إلى الرجوع إلى الحدود القديمة و بهذه الطريقة إنسحبت السلطة الساسانية في شمال (ميزوبوتاميا) و (شهرزوور) و أصبحت جزء من الأمبراطورية البيزنطينية . بعد هذا الأنتصار بقي (هيراكليوس) في شهزوور في سنة 628 ميلادي لمدة شهر.و  بقيت منطقة شهرزوور حتى سنة 639 ميلادي تحت سلطة البيزنطينين.

بعد مرض (هيراكليوس) إتجه الجيش العربي الإسلامي ‘لى سوريا و خلال ثلاث سنوات تدمرت السلطة الرومانية في سوريا, بعد تدمير الجيش البيزنطيني (من دون قيادة هيراكليوس بسبب مرضه و كبر سنه) أمام الجيش العربي الإسلامي في معركة (يرموك) و بعد هذا في سنة 636 ميلادي خرجت المدينة السورية من تحت سلطتهم.

في سنة 637 ميلادي إتفق البيزنطينيون مع العرب المسلمين على وقف إطلاق النار لمدة سنة في شمال ميزوبوتاميا و كوردستان و بعد إتمام السنة كانوا عليهم الخروج من المنطقة.لذلك في سنة 638 ميلادية خرج البيزنطينيون من المنطقة ( و كما ان الساسانيين تركوا المنطقة من قبل 11 سنة من قبل هذا) لذلك عندما اتت القوة العربية الأسلامية في سنة 638 ميلادي و هاجمت على غرب كوردستان و وسط كوردستان (بادينان , موصل, أربيل, شهرزوور) و كل منطقة كوردستان الشمالية لم يتلقى أي مقاومة من السلطات الكبرى للبيزنطينين و الساسانيين ما عدا بعض من الدفاعات و الأتفاقات.عندا خرج الجيش العربي الإسلامي في سنة 640 ميلادي من الموصل و أربيل بإتجاه شهرزوور لم يكن هناك أي سلطة ساسانية أو بيزنطينية في المنطقة و لمدة سنة كانوا أكراد شهرزوور مستفلين.لذلك عندما واجه أكراد شهرزوور الجيش العربي الإسلامي قاموا فقط بالدفاع عن منطقتهم و ليس السلطة الساسانية أو البيزنطينية.

لهذا الموضوع تم الإستفادة من بحوثات السيد (سرور علي).


مزيد من الأخبار