استفسار المعاملات

رقم الكتاب

بن كود

مامه ياره


مامه ياره كان واحدا من الرجال الشجعان في مدينة السليمانية و تأريخ حياته يعود إلى القرن التاسع عشر , حسب عدة مصادر فإنه عاش بين سنوات (1804 إلى 1898) . كان شابا قويا و غيورا لذلك أصبح محط إهتمام أمراء بابان و بسبب قدرته و شجاعته أصبح قاذف مدفعة في الجيش الباباني و شارك في عدة معارك و حروب في ذلك العصر. كان شخصا حساسا و وطنيا و كان ضد الإحتلال العثماني و الصفوي و كان يسكن محلة (ملكندي).

مامه ياره سمي (تل كبير) بإسمه في مدينة السليمانية منذ سنوات عديدة جدا . إسمه الكامل (يار أحمد إبن خضر بگ عمر أغا) من سكان قرية (هونةرين) التابعة لناحية برزنجة .

مامه ياره كان شخصية معروفة لعصر الإمارة البابانية و في نفس الوقت كان (فارس حصان) متمكنا و ضابطا قويا في الجيش الباباني في عصر (أحمد باشا إبن سليمان باشا) .

بعد إتفاقية (أرزروم) بين الصفويين و العثمانيين في سنة 1847 كلتا الدولتين إتفقوا على (إنحلال الإمارات الكوردية) لذلك قام الجيش العثماني بالهجوم على الإمارة البابانية بين سنوات (1849-1850) و بسبب كثرة عدد الجيش العثماني فإن الجيش الباباني سقط و إنهزم و لكن (مامه ياره) الذي كان مسؤولا عن قصر الإمارة البابانية في ذلك الوقت بقي لوحده في المقر الرئيسي ل(أحمد باشا) أمير بابان ولم ينهزم و قاوم بشجاعة الجيش التركي.عندما إتجه الجيش العثماني بإتجاه السليمانية و مقر إمارة بابان للسرقة و النهب و تدمير المدينة و مؤسساتها , قام (مامه ياره) بكل شجاعة بقصف الجيش العثماني و قاومهم و لفترة كثيرة لم يسمح للعثمانيين بالدخول إلى المقر الرئيسي و لكن عندما عرف بأنه يقاوم لوحده قاموا بالهجوم عليه من كل الجوانب و بعد مقاومة كثيرة و تلقي خسائر مادية و بشرية بالعثمانيين و لأنه كان وحده لذلك يتم جرحه و مدفعيته تنكسر , بالنتيجة يتم القبض عليه و يسلمونه ل (نجيب باشا) قائد الجيش و والي العثمانيين . على الرغم من أن الضباط و الجنود العثمانيين كانوا يطالبون بفرض حكم الإعدام عليه و لكن (نجيب باشا) كان يتعامل معه بطريقة مختلفة و يسأله لماذا قاوم و لم يسلم نفسه في وقت تم هزيمة جيشه و لكن (مامه ياره) يجيب عليه بشجاعة و يقول بأنه دافع عن أرضه و وطنه و تم تدريبه و تعليمه بطريقة بأن لا يستسلم للجيش المستعمر و إنه لم يكن وحيدا بل أن (جبل گۆیژە و تل گوڵان) كانوا يدعمونه, لذلك كل جهوده كان من أجل أن يدافع عن وطنه حتى أخر لحظات حياته و إذا كان لديه كل المقومات العسكرية فأنه سيستمر بالدفاع . بسبب هذه الشجاعة و البطولة فأن (الوالي العثماني) قرر مكافئته بدل عقابه و سلمه قرية (كاني دركة) كهدية و لكن (مامه ياره) طلب منه بداية أن يرسله إلى إسطنبول للعلاج.

بعد أن يتم إرسال (مامه ياره) إلى إسطنبول لتلقي العلاج أراد أن يعود إلى السليمانية و لكن الدولة العثمانية تمنعه من الرجوع و يبقى هناك مضطرا في تركيا لعدة سنوات و يتم مراقبته من قبل المسؤوليين الأمنيين بصورة مستمرة.و بعد أن يتقدم في العمر و يطمئن العثمانيين من نهاية السلطة البابانية و يعرفون بأن (مامه ياره) لم يعد له القابلية يسمحون له بالعودة إلى السليمانية.

بعد رجوعه إستمر في إخلاصه لوطنه و قومه وسكن في السليمانية و لكنه كان حزينا لسيطرة العثمانيين على المدينة ولأنه لم يكن لديه أطفال سكن في منطقة (گۆیژە) في السليمانية في بناء ذات طابقين, سكن هو في الطابق الثاني و جعل من الطابق الأول مكانا لتربية المواشي و حتى نهاية عمره إنشغل بأعمال الفروسية و تربية المواشي.

على طلبه نقل كل أملاكه و ثروته إلى إبن أخ له يسمى (أحمد أغا سليمان).

(مامه ياره) كان واحدا من أبطال معركة (الإثني عشر فارسا ل (مريوان)) الذين حاربوا ضد الصفويين و أصبح لهم قدر و شأن كبير في الشعب الكوردي و لهذا السبب أصبح واحدا من الأشخاص المعروفين في الجيش الباباني و كان رجلا صالحا و متدينا.

حسب عدة مصادر فإن (مامه ياره) في زمن شبابه عندما كان يذهب إلى الصيد كان يضرب طلقة في الهواء كإشارة إلى خروجه من المدينة و عند رجوعه أيضا في المساء بنفس الطريقة كان يضرب طلقة أخرى في الهواء .

لآنه كان يحب ذلك التل جدا و كان يتأمل السليمانية منها لذلك وصى الناس بدفنه في تل (گوڵان) في الجانب العلوي من تل (سيوان) , بعد وفاته نفذ أقربائه و أصدقائه وصيته و تم دفنه هناك في مراسم مهيبة . أهل السليمانية بسبب محبتهم له و إخلاصه للأرض و الوطن غيروا إسم التل إلى (مامه ياره) في بداية القرن العشرين.

أصبح تل (مامه ياره) موقعا لمناسبات و أعياد نوروز و في الوقت الحالي قسم كبير من أهل السليمانية يتجهون إلى ذاك التل لإحياء أعياد نوروز حيث تتم فيها عدة أنشطة و فعاليات.


مزيد من الأخبار

أخبار