استفسار المعاملات

رقم الكتاب

بن كود

أكراد السليمانية بين الحربيين العالميتين


عدد سكان مقاطعة السليمانية قبل الحرب العالمية الأولى كان (51600) شخص , (2100 ) منهم كانوا يهود و (900) منهم كلدان . في المدينة كان هناك (15000) شخص , (1000) الف منهم كانوا يهود و (170) كلدان.

المحاصيل الزراعية و الثروة الحيوانية كانت بمثابة العمود الفقري للحياة الأقتصادية للمقاطعة . بين كلتا الحربيين العالميتين الحياة الأقتصادية في وسط المقاطعة كانت تعتمد على هذه الثروتين لان في هذه المرحلة المحاصيل الزراعية كانت تحاط بالمقاطعة .

كاتب مشهور يصف مدينة السليمانية و يقول (حتى تشبع العين كان هناك خضار و محاصيل زراعية يطوق المدينة) و لكن عدد المزارع داخل المدينة كان (30) مزرعة.بعض من سكان المدينة كانوا يرعون الأغنام و الأبقار و المواعز و الدواجن في بيوتهم. في سنوات 1920 رجوع الأغنام و الأبقار من السهول الى داخل المدينة كان منظرا مألوفا جدا.

نستطيع أن نقول ربع أو خمس سكان السليمانية و أيضا عدد كثير في وسط السليمانية كانوا مشغولين بمهنة المنتجات الزراعية و يربون الحيوانات في ذاك المرحلة. على الرغم من أن مقاطعة السليمانية كانت محاطة بالجبال العالية و الذي يضم جزء كبير من مقاطعة السليمانية (قرابة 6400 كم2) و لكن في المقاطعة كان هناك عدد من السهول و الأودية بالأخص سهول شهرزوور و بيتوين.

وفقا لتقرير مختص بريطاني (السير أرنست داون) و الذي تم توظيفه من قبل الحكومة العراقية و أرسله لغرض إجراء بحوثات على الأراضي و توزيع أجمالي الأراضي التي تم حرثها للزراعة في كل مقاطعات السليمانية في سنة 1930 كان هناك قرابة (2550كم2) أراضي زراعية (242كم2) منهم يعتمدون على مياه الأمطار.

استطاع (داوسن) قياس عدد السكان في الكيلومتر المربع للأرض الزراعية في السليمانية و الذي كان يقدر ب (37) شخصا و هذا كان أكبر عدد للسكان في المناطق الممطرة و الذي يشمل كل من السليمانية , الموصل , كركوك , أربيل.

السوق التجاري و المنتجات كانت تعتمد على قرى و أرياف مقاطعة السليمانية, المساحات التي كانت مخصصة لخدمة الفلاحين في داخل المدينة كانت أكثر من عدد الفنادق في ذاك الوقت.عدد الأماكن المخصصة لخدمة الفلاحين في سنة 1913 كان 20 مكانا. و هذا العدد قل الى 15 في سنة 1918 و بعد ذلك زاد العدد الى 20 مكانا.

غابات مقاطعة السليمانية كانت تعتبر مصدر مهم للحياة في توقير الغذاء للمدينة . في سنة 1936 عدد أشجار الفواكه و الغابات في مقاطعة السليمانية كان تقريبا 130 مليون شجرة , في أربيل تقريبا 300 مليون شجرة و في الموصل مليار و نصف شجرة.

كان يعتبر التبغ أكبر منتج زراعي في مقاطعة السليمانية و الذي الحياة الأقتصادية للمقاطعة كانت تعتمد عليه بشكل كبير و كان يعتبر مصدر ثراء للأثرياء في ذاك الوقت,

بداية إنتاج التبغ في كوردستان يعود الى وسط القرن السابع عشر . التبغ في منطقة السليمانية كان يتم التركيز عليه و كان هناك 2500 طن من أنواع التبغ أنذاك و لكن في مناطق كوردستان الأخرى كان يتم إنتاج 500 طن فقط.

جزء قليل من هذه المنتجات كانت تستعمل و الجزء الاكبر منه كان يصدر الى خارج المناطق الكوردية بالأخص الى بغداد و الذي كان يشتري نسبة 88% من منتجات التبغ لانه كان فيه عدد كبير من مصانع السكائر انذاك. و على هذا كان يحتاج الى عدد كبير من العمال لتنظيف التبغ و حشوها و نقلها.سبب إعتماد السليمانية على تجارة التبغ يعود إلى ذلك القانون الذي فرضته الحكومة العراقية عليها و الذي كان يستعمله كسلاح للضغط على الكورد و إخراج قانون الأنحسار في سنة 1936 و الذي فيها كان يريد أن يضع تجارة التبغ , شرائه و بيعه و إنتاجه تحت سيطرته.

هذا الموضوع من كتابة الدكتور (كمال مزهر).


مزيد من الأخبار